السبت، 3 مايو 2014

لقاء ماتيس ورينوار






لقاء ماتيس ورينوار
اعتاد ماتيس حينما كان رساماً صغير السن أن يذهب أسبوعياً إلى رينوار العظيم فى ورشته الفنية ليعوده. ولما أصيب رينوار بمرض إلتهاب المفاصل، بدأ ماتيس فى زيارة رينوار يومياً، جالباً له الطعام، والفرش، والألوان، وكان يحاول دائماً أن يُقنع أستاذه بأنه يُجهد نفسه كثيراً فى العمل، وبأنه يحتاج إلى المزيد من الراحة.
وذات يومٍ لاحظ أن كل جرةٍ بالفرشاة تجعل أستاذه يتلوى ألماً، فلم يستطع ماتيس كبح نفسه عن سؤال أستاذه:
" معلمي .. لقد رسمت بالفعل الكثير من القطع الفنية الباهرة، فلم تستمر فى تعذيب نفسك بهذه الطريقة؟"
فأجابه رينوار:
"الإجابة بسيطة للغاية .. الجمال يبقى، أما الألم فيمر وينتهى." 
القصة للكاتب باولو كوليهو من كتاب (قصص للآباء والأبناء والأحفاد) المجلد الأول 2008

ماتيس ورينوار رسامين فرنسيين اشتهرا بأعمالهما الفنية الخالدة.

الاثنين، 28 أبريل 2014

قصة لا تفرط في الصندوق




لا تُفرط في الصندوق
عمل الشيخ المسن طوال عمره، وعندما تقاعد عن العمل، اشترى مزرعة كبيرة لابنه ليديرها، وقرّر أن يعيش بقية حياته جالساً في شُرفة البيت الكبير. عمل ابنه لثلاث سنوات، ولكن استياءه ازداد، وقال لرفاقه:
-       إن أبي لا يعمل، ويقضي كل وقته مُحدقاً فى الحديقة، فى الوقت الذي أعمل فيه كالعبد لإطعامه.
 وفى يوم ما، قَرّر أنْ يضع حدّاً لهذا الموقف غير العادل، فصنع صندوقاً خشبياً كبيراً، وحمله إلى الشُرفة ثم قال لوالده:
-       يا أبتِ .. هل لديك مانع من أن ترقد في هذا الصندوق؟
أطاعه الأب، فحمل الابن الصندوق فى شاحنته واتجه به إلى الجرف. فى الوقت الذي قرر فيه أن يرمي بالصندوق من فوق الجرف، سمع والده من داخل الصندوق يقول له:
-   يا بُني .. اقذف بي من فوق هذا الجرف إذا كُنْتَ مُضطراً لذلك، ولكن حافظ على الصندوق، فقد سلكتَ مسلكاً أنت فيه القدوة، ومما لاشك فيه أنَّ أبناءك سيحتاجون الصندوق لك.

ترجمة
حسن صلاح حسن
القصة للكاتب باولو كوليهو من كتاب (قصص للآباء والأبناء والأحفاد) المجلد الأول 2008

الأحد، 27 أبريل 2014

دفع الثمن المناسب



دفع الثمن المناسب

دعى نشفان أصدقائه إلى العشاء، وكان يطهو لهم قطعة لحم غضة، وفجأة علم أن ما لديه من الملح نفد. فنادى نشفان ابنه وقال له:

-       اذهب بسرعة إلى القرية واشتر بعض الملح، ولكن ادفع ثمناً مكافئاً له، لا هو بالكثير ولا بالقليل.

دُهش ابنه وقال:

-       أفهم جيداً لماذا لا أدفع الكثير يا أبى، ولكن ماذا لو اشتريته بسعر زهيد، ألا يوفر لنا ذلك المزيد من المال؟

فأجاب الأب:

-       هذا سيكون معقول فى مدينة كبيرة، ولكن هذا الشىء من الممكن أن يدمر قرية كقريتنا.

عندما استمع ضيوف نشفان إلى حواره من ابنه، أرادوا معرفة كيف لا يشترون الملح بسعر زهيد إن استطاعوا ذلك، فأجاب نشفان:

-   السبب الوحيد الذى يجعل انساناً يبيع الملح أرخص من ثمنه هو حاجته الشديدة إلى المال، والذى يريد أن يستفيد من هذا العوز هو انسان ليس لديه أدنى احترام للعرق والجهد المبذول وكفاح الانسان الذى انتجه.

فقال الضيوف:

-       ولكن هذا الشىء البسيط لا يمكن أن يدمر قرية.

فقال نشفان:

-   فى البداية كان هناك قدر ضئيل من الظلم، ولكن كل انسان أتى بعد ذلك أضاف لهذا القدر من الظلم نصيبه .. دائما ضع فى حسبانك أنه كان شيئاً ضئيلاً وبلا أهمية، ولكن انظر إلى ما وصلنا إليه اليوم.



ترجمة

حسن صلاح حسن

القصة للكاتب باولو كوليهو من كتاب (قصص للآباء والأبناء والأحفاد) المجلد الأول 2008